قررت مجموعة نادي باريس تعليق قرار إعفاء ديون السودان المقدرة بنحو 64 مليار دولار. وذلك بسبب الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021. الذي أطاح بحكومة الثورة.
مشهد معقد
كل المؤشرات على أرض الواقع، تقول إن وضعية قوات الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات العربية، عملت على تعقيد المشهد، المعقد أصلا، صرح قائدها اكتر من مرة قالها صراحة لا أحد يستطيع حل قواته.
وقال التقرير في جزئه الثالث إن أعضاء المجموعة اتفقوا بشكل جماعي على تعليق الخطوات التي بدأت العام الماضي والتي بموجبها دخل السودان بمبادرة لتخفيف أعباء الدول الفقيرة المثقلة بالديون.
وأشار التقرير إلى أن المجموعة ستواصل التنسيق مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية إلى أن يتم التأكد من عودة السودان إلى المسار الانتقالي المدني الذي حصل بموجبه على هذه الإعفاءات عقب مؤتمر باريس الذي عقد منتصف منتصف مايو 2021.
يشهد السودان اضطرابات سياسية ومظاهرات متواصلة، بعد استيلاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الجنجويد حميدتي على السلطة.
جاء الانقلاب مدعوم إقليميا ودوليا، للإطاحة بحكومة الثورة، فشلت كل محاولات التهدئة والتسوية التي تقودها الآلية الثلاثية، بسبب انعدام الثقة، بين مكونات الثورة ورفعت قوى الثوى اللٱت الثلاثة، مما أغلقت اي طريق للحل مع السلطة الانقلابية.
خوف الانقلابيين من المحاسبة، على جريمة، الانقلاب المشؤم، سد كل الطرق امام اي حل أو تسوية سياسية، في وقت متأخر أصدر قائد الجيش وقائد الانقلاب مرسوما، منع بموجبه محاسبة كبار الضباط، في الجيش.
فرنسا تهدد السودان بملف الديون
في وقت سابق أعلن صندوق النقد الدولي ، في النصف الثاني من العام الماضي ، أن السودان وصل إلى نقطة النهاية للاستفادة من مبادرة الإعفاء من الديون ، التي أهّلته للحصول على خطوط ائتمانية وتمويلية بأكثر من 8 مليارات دولار.
وخلال مؤتمر باريس الذي عقد في مايو 2021 ، حصل السودان على تعهدات ضخمة ، من بينها إعفاء أكبر حصص من الديون الجماعية والفردية ، بالإضافة إلى تمويل عدد من مشروعات البنية التحتية والتنمية. لكن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية أعلنت تعليق تلك التعهدات بعد استيلاء الجيش على السلطة وإقالة حكومة عبد الله حمدوك التي أشرفت على المؤتمر في ذلك الوقت.
تنقسم ديون السودان إلى أربع مجموعات. المجموعة الأولى هي مجموعة نادي باريس ، وهي أكبر دائن. والثاني هو مجموعة المؤسسات المالية الدولية ، التي تضم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، والتي شطبت بالفعل جزءًا من ديونها من خلال قروض مرحلية قدمتها الولايات المتحدة وفرنسا في منتصف العام الماضي ؛ والمجموعة الثالثة تضم عددا من البنوك التجارية كان من المفترض أن تتفاوض معها للتوصل إلى صيغة تفاوضية. المجموعة الرابعة تضم عددا من الدول الخليجية والآسيوية ومعظم ديونها ثنائية.
وكان من المأمول أن يؤدي استفادة السودان من مبادرة "هيبيك" والتطبيع الكامل لعلاقاته مع المجتمع الدولي إلى طفرة كبيرة في اقتصاده الذي يعاني من مشاكل هيكلية مزمنة نتيجة التدهور الرهيب الذي أصاب كافة القطاعات بسبب الفساد الكبير الذي انتشر في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير ، والذي استمر من عام 1989 بواسطة تنظيم الحركة الإسلامية،الذي تحكم في مفاصل حكم الدولة حتى الإطاحة به في ثورة شعبية في أبريل 2019.
إرسال تعليق
اترك تعليق عن هذا الموضوع